لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الاثنين، 28 يناير 2013

في بطلان فتوى الشيخ عبد الملك السعدي بتحريم تشكيل الأقاليم/الشيخ د.طه الدليمي

من تكلم بغير فنه
في بطلان فتوى الشيخ عبد الملك السعدي بتحريم تشكيل الأقاليم



نشرت وسائل الإعلام فتوى للشيخ عبد الملك السعدي(*) بتحريم تشكيل الإقاليم في المحافظات السنية! ولقد قرأت الفتوى فوجدتها باطلة من أساسها. وذلك لوجوه أهمها:


فقدان الفتوى للعناصر العلمية للفتوى الشرعية

أولاً: اتفق العلماء على أن المفتي يحتاج إلى معرفة الواقع، ومعرفة الدليل الشرعي المنطبق على هذا الواقع. ودون هذين العلمين لا يمكن أن تكون الفتوى صائبة. لخص ابن قيم الجوزية ذلك بأجلى عبارة فقال (إعلام الموقعين:1/87): ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم: أحدهما: فهْم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علماً. والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع, وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع ، ثم يطبق أحدهما على الآخر).

ولا شك أن فهم الواقعة التي هي موضوع الفتوى على ما هي عليه أول في مطلوب الفهم. فيتحصل لدينا من مجموع ذلك وجوب الفهم في ثلاثة أُمور: الواقعة والواقع والدليل. وفتوى الشيخ بتحريم الأقاليم فاقدة لجميع هذه العناصر:

1. فهي تفتقر إلى فهم موضوع الواقعة وهي (الفدرالية).

2. وتفتقر إلى فهم الواقع المطلوب تنزيل الواقعة عليه.

3. كما تفتقر إلى الدليل الشرعي المطلوب تنزيله على الواقعة نفسها.

ثانياً: كما أن الفتوى باطلة من ناحية أُخرى بالغة الأهمية، وهي أن موضوع الفتوى سياسي وحادث. والسياسة من العاديات وليس العبادات. وقد نصص الأصوليون على أن (الأصل في العاديات الجواز حتى يرد نص بالمنع). وإذ لا نص في المسألة فيعود الحكم فيها إلى الاجتهاد. والأصل عدم الإنكار في مسائل الاجتهاد المختلف فيها. فالقاعدة الأصولية المتفق عليها بين أهل الشأن من الأصوليين تنص على أنه (لا إنكار في مسائل الاجتهاد). وليس رأي عالم بأولى من رأي عالم مثله. فلا يصح علمياً ولا شرعياً أن يفتي عالم بحرمة مسألة، إلى حد الإشارة بقتل مرتكبها، وقد خالفه فيها علماء آخرون. اللهم إلا إذا صرح بأن هذا هو رأي خاص به غير ملزم لمثله. أما إذا كان الشيخ يرى أنه بمنزلة المرجع عند الشيعة، فتكون فتواه ملزمة للجميع، فهذه مجازفة ليست علمية فقهية فحسب، وإنما عقائدية أيضاً؛ فحرمة مخالفة فتوى المرجع عند الشيعة مبنية على أصل عقائدي كفري هو (أن المجتهد الجامع للشرائط نائب للإمام في حال غيبته. وهو الحاكم والرئيس المطلق. له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس. والراد عليه راد على الإمام. والراد على الإمام راد على الله تعالى. وهو على حد الشرك بالله تعالى)([1]).

وما قلته يحتاج إلى بسط وتفصيل فأقول:



البعد عن فهم السياسة والواقع

إن موضوع الفتوى – كما ذكرت آنفاً - سياسي، والشيخ بعيد عن السياسة، وعن الواقع أيضاً. كما أنه بعيد عن فهم موضوع الفتوى كما هو عليه في نفسه؛ والدليل خلطه بين الفدرالية وبين التجزئة أو التقسيم وتصوره أنهما شيء واحد بقوله: (إنَّ السعي لإعلان الإقليم سعي لتجزئة العراق). ولو اطلع الشيخ على أي كتاب في السياسة لعلم أن الفدرالية شيء والتقسيم شيء آخر. كما أن واقع الدول الاتحادية أو الفدرالية شاهد على ذلك؛ فهذه الدول من أكثر دول العالم استقراراً ونمواً وتقدماً وحرية، وأغلب الدول المتقدمة (مثل أمريكا وسويسرا والنمسا وكندا وأستراليا وألمانيا)، وأكثر من 40٪ من سكان العالم يعيش في دول فدرالية! وحيث أن (الحكم على الشيء فرع عن تصوره)؛ فهذه الفتوى أخطأت الحكم بسبب فقدانها لتصور ماهية الفدرالية، وكنتيجة طبيعية لذلك وقع الشيخ في عدم القدرة على الاحتجاج بالنص الشرعي الذي ينبغي تنزيله على مورده؛ لأنه من الأساس فاقد لقدرته على رؤية هذا المورد (الفدرالية) والواقع المطلوب تطبيقه فيه، وكذلك الواقع المحيط من الدول القريبة والبعيدة.



الشيعة والسنة أمة واحدة .. عجباً ..!

ومن أعجب العجب أن يحتج الشيخ على حرمة الإقليم بقوله تعالى: (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون:52). فعلى أي أمة واحدة في العراق اليوم يريد أن يُنزل هذا القول العظيم؟ وهل الشيعة والسنة أمة واحدة؟! كيف يحكم لمن يكفر جمهور الصحابة أنه من هذه الأمة، والصحابة هم (الأمة) أول نشأتها، ولم يكن سواهم يمثل الأمة حين قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (آل عمران:110). وإذا كان خيرة الأمة كفاراً فماذا بقي من الأمة؟ وكيف يحكم لمن كفّر الأمة بأنه من الأمة؟! هذا وقد أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على كفر من كفّر الصحابة. فهل الكافر من أمة الإسلام؟

ثم يحتج الشيخ بقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهُمْ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ). ولا أدري من أي المنافذ أدخل لإبطال هذا الاحتجاج؛ فهي كثيرة مزدحمة: فلا الشيعة من الأمة، ولا الأمة مجتمعة أمرها جميع.

والأهم من ذلك فهم الشيخ الغريب لـ(الأمر)؛ فالظاهر من كلامه قصر معناه على قطعة من الأرض اسمها العراق دون سواه من المعاني وأهمها وأعلاها (الدين)؛ إذ أن أول أساس لاجتماع أمر الأمة وحدة دينها. فهل دين الشيعة والسنة واحد عند الشيخ؟ وهل يجهل الشيخ الحقيقة؟ وإذا كان كذلك فهل يعذر مثله بالجهل؟ وإن لم يكن يجهل فما عذره؟ وقد وقف أمام جموع المتظاهرين ليقول كلاماً مبدأُه ومؤداه أنه لا فرق بين دين الفريقين!



مجازفات لا تحصى

والاحتجاج بالحديث الشريف الآنف الذكر يلزم منه تحليل قتل كل من يقول بالفدرالية كائناً من كان. ومن لوازمها العملية وجوب قتل جمهور أهل السنة في العراق؛ لأن معظم سنة العراق اليوم يطالب بالفدرالية، ومنهم من لا يرضى دون التقسيم. فأي فساد أكبر من فساد فتوى استلزمت كل هذه المجازفات والتناقضات والكبائر؟!

السؤال الآخر المهم: هل الحفاظ على الدين أوجب أم الحفاظ على الوطن؟ فكيف إذا كانت وحدة الوطن لا تتم إلا بتضييع الدين؟ فمن هو الأولى بالتكفير والقتل: مضيع الدين أم مضيع الوطن؟ وهذا السؤال مبني على سؤال آخر: كيف يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية في العراق واقعاً لا تنظيراً؟ فالحكم بشريعة السنة يرفضه الشيعة، والحكم بشريعة الشيعة يرفضه السنة؛ فبأي شريعة يمكن أن يحُكم العراق إذا أردنا الحفاظ على وحدته الوطنية؟ أم إن التسليم للعلمانية باتت هي الشريعة المرضية؟

يا شيوخ الدين! ألا تعلمون أن إقامة الدين قبل إقامة الطين؟! وأنه إن لم يمكن إقامة الدين إلا بتقسيم الطين فليكن وليذهب الطين إلى الجحيم؟ بلد مع الشيعة يستحيل تحكيم شرع الله فيه دون أحد خيارين لا ثالث لهما: الإقليم أو التقسيم.

وسؤال محرج آخر لجناب الشيخ: هل يجوز شرعاً حكم السنة من قبل الشيعة؟

وسؤال آخر وآخر: هل يدري الشيخ عن واقع العراق وكيف يجري العمل فيه على تشييع السنة بشتى الطرق والأساليب على قدم وساق؟ وهل يدري أنه إذا بقي الوضع على ما هو عليه عشر سنين أخرى فسيتحول العراق إلى دولة شبيهة بإيران من حيث تمكن الشيعة وتحول السنة فيها إلى شراذم لا وزن لهم؟ فهل أعد الشيخ لنفسه جواباً عن كل هذه الشرور بين يدي الجبار؟

وأسأل أيضاً: لقد انفصلت باكستان قبل (65) عاماً عن الهند حفاظاً على دين أبنائها وأعراضهم وحياتهم، فهل يرى الشيخ أنهم ارتكبوا خطيئة يستحقون عليها القتل، فكيف يكفرون اليوم عن هذه الخطيئة: هل ينصحهم بالعودة إلى الاندماج بالهند حفاظاً على وحدة الوطن؟ أم إن الأمر إذا حالَ واقعاً بات سائغاً؟

واحتجاجه بأن (الدستور قد ضمن للقائد العام حق التدخل بالإقليم)، ليس سوى تعبير عن الانفصال التام عن رؤية الواقع. فحدود إقليم كردستان مفتوحة للاجئين السوريين رغم أنف (القائد العام). وقوات دجلة التي أعدها (القائد) للإقليم بقيت تراوح في مكانها. وهل سمع الشيخ بخبر الطائرة التي اقتربت من أحد قطعات الجيش الكردي فرموها بالنيران فارتدت على أعقابها خائبة؟ فأين (القائد العام)؟ وأين صلاحياته؟ أم إنها حكر على السنة العرب دون غيرهم؟

أما قوله باحتمال سيطرة قوة (إقليمية) على إقليم الجنوب لو تشكلت الأقاليم, فشيء مؤسف جداً أن يكون مثل هذا ضمن مستندات وحيثيات فتوى بهذه الخطورة! هل يستطيع الشيخ أن يفسر لنا قوله: هل يعني أن إيران عاجزة اليوم عن ضم البصرة أو ما سواها من مناطق الجنوب، ولا يمكنها تحقيق ذلك حتى إقامة الإقليم السني، فهي تنتظر قيامه لتضمه إليها؟ ثم لو أرادت إيران اليوم أن تنفذ ذلك فما الذي يستطيع أن يفعله الشيخ بعدم وجود الإقليم ليمنعها مما تريد؟



ماذا كان موقف الشيخ السعدي ممن اتهم أم المؤمنين بالفاحشة ؟

والأسئلة كثيرة فلأختم بسؤال أخير: سؤالنا للشيخ عبد الملك السعدي: قبل حوالي ثلاث سنوات تهجم أحد علماء الشيعة على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فاتهمها بالفاحشة. فماذا كان موقف الشيخ يومها من هذا السفيه وقد قامت جماهير السنة في ذلك الوقت بالنكير عليه، وخرجت بمظاهرات وصدرت فتاوى بشأنه: هل أفتى يومها بكفره، ووجوب قتله؟ فإن لم يكن قد فعل في حينها ما كان واجباً عليه، فليذكر لنا ما هو رأيه في ذلك السفيه الآن؟ أم إن هذا أمر بسيط لا يؤبه له، ولا يجب البتّ فيه؟ أم إن فتاوى التكفير والقتل خاصة بأهل السنة: ليس من علماء الشيعة فحسب، إنما صارت الفتاوى تنهال عليهم حتى من علماء ملتهم؟! أفلم يكفهم ماهم فيه من تقتيل وبلاء وتشريد؟!



من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب

بعد كل هذا أقول أسفاً وتحسراً على أن علماءنا وصلوا إلى هذا المستوى من التخليط في الدين الذي ينبغي أن يحسنوا الكلام فيه فهو من اختصاصهم، وفي السياسة التي ليست من شأنهم، وفي الواقع الذي يجب عليهم معرفته وهم لا يعرفون عنه ما يمكنهم من الحكم عليه. إن كلام الشيخ مليء بالمتناقضات والمجازفات والبعد عن إدراك الواقع كما هو. والرد على كل مجازفة وقع فيها يحتاج إلى بسط لا يتناسب وطبيعة المقال. لكن لا بد من التعريج سريعاً على بعضها:

فرفض الفدرالية إلى حد حشرها في الدين وتجريم القائل بها شيء مفرح للشيعة، ويصب مباشرة في صالحهم. وأدعو الشيخ إلى أن يستذكر كيف قامت قائمة إيران وشيعة العراق شعباً وحكومة وعلى رأسهم المالكي حين أعلنت صلاح الدين وديالى عن نيتهما في تشكيل إقليم خاص بكل منهما. لقد أفرحت الشيعة بفتواك، والمرء إن جهل مصلحته فلا أقل من أن ينظر إلى ما يسوء عدوه منها.

وأما أمريكا فلو كانت تريد الفدرالية وتراها مقدمة لتجزئة العراق لجعلت منه بلداً فدرالياً حقيقة وواقعاً وهي ما زالت فيه؛ إذ لم يكن شيء يمنعها من ذلك وهي المسيطرة عليه كلياً، سيما وأن الدستور المكتوب يشرع ذلك، وهي على حلف مع إيران، وإيران تريد الفدرالية للعراق كما يدّعي الشيخ إذ هو المفهوم من قوله إنها تتظاهر بالرفض (ولا أدري ما الداعي لهذا التظاهر؟!) فمن كان يمنعها من تحقيق هذا المطلب وقد كان ميسوراً وفي متناول يدها من كل وجه تشريعاً وتنفيذاً؟ حتى إذا خرجت جيوشها من البلد صارت تسعى وتخطط لهذا الأمر؟!

ضحكت وأنا أقرأ تخريج الشيخ لقياس أقاليم السنة على إقليم كردستان متعللاً باختلاف الوقت. فلا أدري ما علاقة الوقت بنظام سياسي عالمي كي يبطل منافعه ولا تترتب عليه سوى المضار والمفاسد؟! ولا أدري ما فتواه في وضع إقليم كردستان اليوم: هل هو باق على الحرمة الأصلية؟ أم صار حلالاً زلالاً (لأنَّه أخذ الحكم الذاتي بوقت يختلف عن وقتنا هذا)؟! أم إن التحريم والقتل والتكفير لا يقع إلا على المساكين:

أحرامٌ على بلابلِهِ الدوحُ حلالٌ على الطير من كل جنس ؟

نصيحتي للشيخ الفاضل عبد الملك وأضرابه من علماء الجزئيات الفقهية أن يتقوا الله فيشغلوا أنفسهم بتدريس الفقه الفردي بتفاصيله وجزئياته، ويتركوا أمر العامة والسياسة؛ فليس هذا من شأنهم ولا من فنهم. إن الانشغال بالجزئيات الفقهية تقولب العقل فتجعله عقلاً تجزيئياً عاجزاً عن إدراك القضايا الكلية. ولذلك فإن فقهاء الجزئيات أبعد الناس عن الفتيا في النوازل التي تتعلق بالمصالح الكلية للمجتمع. وإن تورط في شيء من ذلك فلا يحسن النظر إليها خارج دائرة تفاصيلها وجزئياتها.

وإلا فإن الأمر كما قيل: (من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب)!



السبت

26/1/2013

[1]- عقائد الشيعة لمحمد المظفر، ص9.
http://www.alqadisiyya3.com/q3/index...1&limitstart=0

الأحد، 20 يناير 2013

كوكلوكس كلان ومليشيات العراق ، مقارنة ونتائج





بقلم: آملة البغدادية – خاص مشروع عراق الفاروق

لا شك أن قراءة التاريخ ودراسة الأحداث والأزمات التي عصفت في الدول يعتبر ضرورة ملحة للوصول إلى أسرع الطرق وأنجحها في معرفة الأخطاء الإستراتيجية ومعالجة المعوقات والمخاطر التي تواجه الأمة أينما كانت ، وما أبينه هنا هو محاولة لرصد أوجه التشابه والاختلاف التي لاحظتها أبان الحكم الديمقراطي في تاريخ أمريكا الحديث والعراق الحديث، من حيث الصدامات الدموية التي واجهت الشعبين في هاتين الحقبتين وتطوراتها .
للتعريف : كوكلوكس هي منظمة مناهضة لحقوق السود في جنوب أميركا بعد إعلان الولايات فيها ، وفوزهم بمقاعد انتخابية في الكونكرس مما أثار حفيظة البيض أبان انتهاء الحرب الأهلية في مرحلتها الأولى بين الشمال والجنوب ، وقد أُنشأت عام  1866 في ولاية تنسي وامتدت بسرعة إلى ست ولايات أخرى . هذه المنظمة ارتكبت من الأعمال الإجرامية ما زاد الطين بلة في ولايات الجنوب التي كانت تعاني من الدمار والنهب والقتل وضنك العيش . بدأت أعمالها بطريقة استفزازية بلباسها الأبيض وقبعتها التي تخفي الوجه كنوع من التستر على هوية أفرادها ، ورغم وجود جدل حول (نبلها) من قبل جمعية تعنى بالأبحاث التاريخية في ولاية ألباما (TAHRIF) ، فما نُشر عن أساليبها الإجرامية كافي لوصفها كمنظمة ( إرهابية )، حيث كانت تجوب أحياء السود وتحرق الكنائس والمدارس وتخرب البيوت ، حتى وصل بها الأمر إلى شنق وإحراق المواطنين بداخلها رافعة رايات وصيحات عنصرية . لم يقتصر هجمات هذه المجموعة على السود بل تعدت إلى البيض الذين يؤيدون حقوق السود أو من الذين يدافعون عنهم في القضاء والمنابر السياسية ، وقد تطورت هجماتهم إلى أعمال مسلحة واسعة مستعملة كل أنواع الأسلحة من الخناجر والبنادق والقنابل ، ولم تكد تتوقف ألا بتصدي حاسم من قبل الكونكرس بلقاء سري بين الرئيس الولايات المتحدة وبين رئيس المنظمة ، وتم الاتفاق على حلها بعد مواجهات مسلحة أنهكت الطرفين وعمت الخراب والفوضى في ولايات الجنوب .

 إن من أهم أسباب قوة هذه المنظمة ــ التي تعددت فيما بعد إلى مجموعات فرعية دينية متطرفة ــ هو انضمام كبار المجتمع من محامين وقضاة ورجال الشرطة حتى وزراء ، مما خدم استمرارها مدة 3 سنوات وتواصلها في كل ولاية من ولايات أمريكا بإعلان (إمبراطورية خفية) تحكمت بالسياسة إلى أبعد الحدود مؤيدة للنظام الديمقراطي . مع أن المنظمة لم تنحل فعلياً إلى أن توفي مؤسسها (فورست) عام 1877 ، إلا أنها ظهرت مجدداً عام 1915 بموجات ثأرية كمظهر من مظاهر الهيمنة المركزية المسلحة على البلاد .

إن هذا الموجز يجعل من الضرورة المقارنة والبحث عن الأزمات التي تعصف بالعراق الحديث في عصر الديمقراطية الأمريكية والنفوذ الإيراني ، والتي جاءت عن طريق الانتخابات التي لم تجد فيها الأحزاب السياسية بداً من تشكيل وإدامة وسيطرة المليشيات التابعة لها بالترهيب لا بالترغيب بعيداً عن المنطق غير الملزم لها .

من أوجه التشابه بين منظمة (كوكلاكس كلان ) والمليشيات في العراق سواء مليشيات جيش المهدي أو بدر أو البيشمركة أو حزب الله وغيرها ، فهي كلها ارتكبت أعمال إجرامية من قتل وحرق وتهديم وترويع للسكان لفرض الهيمنة على المناطق كافة لا سيما مناطق السنة ثم مناطق الأقليات من نصارى ويزيدية وغيرهم ، ولمدة عامين ، ومن أوجه التشابه أن زعاماتها هم كبار الساسة والمتنفذين في الحكم ، كما أن جل هجماتها ترتكب في الليل . يبقى أبرز وجه للتشابه هو كونها دولة داخل دولة تماماً ك (إمبراطورية خفية) ينظر أفرادها لها بقدسية متناهية لدواعي عقائدية قبل أن تكون سياسية .
لكن من أوجه الاختلاف
 أن المليشيات في العراق تمارس هجماتها ــ بعد محاربة القوات الأمريكية لها بعد عام 2007 ــ بلباس عسكري بغطاء قانوني لأفرادها بعينهم بعد أن تم ضمهم للقوات المسلحة ، عدا البيشمركة ، ومن أبرز أوجه الاختلاف أن الكوكلاكس كلان كانت رد فعل رافض لغياب الهيمنة البيضاء على الجزء الجنوبي من أمريكا الذي كان جل سكانه هم العبيد السود ، وبغض النظر عن حقيقة كونها عنصرية إرهابية سعت لإبادة العنصر الأسود ، إلا أنها نجحت في اتفاق الجميع على ضرورة الجلوس والتحاور لوقف العنف ومظاهر الاقتتال الأهلي والنظامي على حد سواء .
النقطة الهامة هنا ؛ مع أن دواعي ظهور الكوكلاكس كلان كان لاعتراض على قرارات إعادة التنظيم السياسي في أميركا بعد إنشاء الولايات والانتخابات ــ وكذلك لحماية أفرادها بحسب ادعاءهم ــ بعكس المليشيات في العراق فكانت نشأتها خارج العراق ، وجل هجماتها وأفظعها دموية كان بعد الانتخابات ، ولم تكن هجماتها لأسباب سياسية بحتة ، بل عقائدية بالدرجة الأولى عدا البيشمركة ، مما يجعلها أكثر خطراً وديمومة تبعاً للعقيدة التي شكلت على أساسها القوات المسلحة الجديدة ، والتي راحت تتخلص من عناصر الجيش السابق والحزب السابق بلجان وبقتل منظم واعتقال بدليل وبعشوائية جنونية .

من المعلوم أن الوصول إلى الهدف ينفي دواعي بقاءها ، فقد تم حل (الكوكلاكس كلان) وحرق أغلب ملفاتها وممتلكاتها العينية من خناجر وأحزمة وملابس وغيرها بعد تعهد زعيمها مع الرئيس الأميركي شخصياً  ــ لضمان عدم انتماء في شخص غيره ــ  بعد مواجهات الجيش النظامي مع فرسان المنظمة ، فكيف بمليشيا يكون الرئيس فيها يرعى البيشمركة ؟ وآخر يرعى بدر ويؤيد جيش المهدي سواء ابراهيم الجعفري أو نوري المالكي ؟
والسؤال الملَح في ظل غطرسة وهيمنة المليشيات على الحكومة العراقية ، بل تحديها وتحذيرها من خلال القنوات الفضائية بالإفراج عن أفرادها من السجون ، وإلا ! ، نقول :

متى يفهم الشعب العراقي خطورة التعايش مع دولة ترعى الإرهاب وتغذيه بسفك المزيد من الدماء ؟
وكيف يمكن التعايش مع عقيدة تصدر هذه المليشيات إلى خارج العراق حسب الخطة المرسومة لهيمنة إقليمية باسم حب آل البيت ؟ ، وكيف يمكن وقف سلسلة الثارات التي تهيمن على المشهد العام في العراق ساحبة معه تاريخ الماضي والحاضر إلى المستقبل ؟

أسئلة تضع صورة واضحة لخطورة الوضع في العراق في ظل أحزاب متعددة وعقائد متناقضة ، ولا يمكن أن تحل إلا بجرأة واعية عامة على ضرورة تغيير الأرضية التي بنيت عليها العملية السياسية بمنع الأحزاب من الوصول للحكم ، مع منع مزدوجي الجنسية لتولي أي مركز في السلطة لحجب التسلط الإيراني الصفوي ، وهذه كخطوة أولى لتغيير الدستور الذي بني على دولة المليشيات . وبعكس هذه الحلول فالعنف مستمر والدماء والانتهاكات لن تتوقف لا في العراق ولا خارجه ، والله المستعان .

 الأحد 20/1/2013

الجمعة، 18 يناير 2013

حصاد الشهر الأول لمشروع عراق الفاروق للتصدي للخطر الشعوبي

بسم الله الرحمن الرحيم
حصاد الشهر الأول لمشروع عراق الفاروق للتصدي للخطر الشعوبي
القسم الأول :: مستجدات الثورة السنية العراقية
القسم الثاني :: قسم التصميم
القسم الثالث :: قسم المقالات
القسم الرابع :: جولة في الأخبار 


القسم الأول :: مستجدات الثورة السنية في العراق


القسم الثاني :: قسم التصميم

 القسم الثالث :: قسم المقالات

القسم الرابع :: جولة في الأخبار

إدارة مشروع عراق الفاروق
الجمعة 18/1/2013 

الجمعة، 4 يناير 2013

حول الإعلان عن ( تجمع صفحات الربيع السني العراقي)


حول الإعلان عن ( تجمع صفحات الربيع السني العراقي)

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اصطفى، وبعد :

إلى مدراء الصفحات السنية في الفيس بوك :

فقد سرني تجمعكم هذا كثيراً جداً، وأسعدني توحيدكم لخطابكم الإعلامي في المرحلة المقبلة، وإني أبارك لكم تجمعكم هذا وأسأل الله تعالى أن يوفقكم لمرضاته وطاعته ولخدمة أهل السنة ونصرة قضيتهم وأن يجنبكم الزلل ومهلكات الأمور.. خطوتكم مباركة انتظرنا مثلها منذ سنوات عدة !

إلى الصفحات التي لم تنضم للتجمع :

إن أهل السنة في العراق اليوم أحوج ما يكونون إلى توحيد الخطاب الإعلامي وتحديد موقفهم الشرعي والأخلاقي من هذه المظاهرات المباركة، والويلات التي ذاقها أهل السنة بسبب تشتتهم وفرقتهم لا تخفى عليكم وتستحق منكم التنازل عن بعض الآراء نصرة لأهل السنة ولمصلحتهم العامة، ولذلك فإنني أدعو الصفحات التي لم تستجب إلى التجمع حتى اللحظة إلى الاستجابة الفورية له،وأحيي الصفحات التي استجابت للانضمام للتجمع بعد الإعلان عنه، عسى الله أن يقر أعيننا بتجمع إعلامي إسلامي سني (المنطلق والهوية) يحمل قضية أهل السنة في العراق عالياً ليوصلها عبر الآفاق لمن يهمه الأمر .

ونحن في مشروع عراق الفاروق للتصدي للخطر الشعوبي نضع إمكاناتنا جميعاً تحت أمر الأخوة في إدارة التجمع ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.

مدير مشروع عراق الفاروق
جمعة الصمود 4/1/2013م  

نحن الأقلية نطالب بالفدرالية


نحن الأقلية نطالب بالفدرالية
بقلم /آملة البغدادية :: خاص مشروع عراق الفاروق


بدءاً أعلم أن العنوان سيعترض عليه الكثير، فأهل السنة ليسوا أقلية كما تم ترويجه منذ عقود، وصدقه قسم كبير من أهل السنة ، والمقالة ليست بصدد التبيين بأنهم أكثرية ، بل بصدد التأكيد على أنهم (أقلية) وفق مقتضى التصنيف، فهم الذين يرفضون إشراك الشيعة في الحكم خاصةً في المناصب الحساسة، بينما منهم الموافقون على إشراكهم وهم ما فيهم من وعي لحقيقة عقيدة التشيع وأهدافه . مطلب الإقليم ضرورة بل واجب لحفظ الدين وما تحفظه الشريعة ، والقوانين الدولية تعترف أن للأقليات حقوق ، ولهذا يفترض أن تُفع كمطلب سريع في هذه الانتفاضة السنية ، وللمجتمع الدولي واجب الوقوف بجانبهم حين تعرضهم للظلم من قبل الحكومات ، كما وقفت مع الشيعة قبل الغزو ، وها نحن ننتظر تطبيق حقنا في الإقليم السني الكبير بعيداً عن الشيعة ، وسنرى كم عددنا حينها بإذن الله بعد أن يطالب السنة (الأكثرية) بالعودة معنا .
أما دواعي هذا التعريف فأدناه هي الأسباب  .

انتفاضة الأنبار 

ثورات الربيع العربي ما زالت في زوابعها لا تهدأ ، وما نراه من حراك في محافظة الأنبار غرب العراق هو نواة لثورة سنية على الطغيان الشيعي بعد فضائح اغتصاب الحرائر في السجون التي جعلت الدم يغلي في العروق ، مع سلسلة من الانتهاكات لا يمكن حصرها ولا السكوت عليها، وما حادثة اعتقال حماية وزير المالية (رافع العيساوي) إلا كسر لبوابة الغليان وليست الهدف الرئيسي للانتفاضة، بل هي فرع من مطلب إطلاق سراح المعتقلين بقانون (4 أرهاب أو 4 سنة الصفوي). لا شك أن انتفاضة الأنبار شكلت الصدمة الثانية والضربة الصادعة لعرش الصفوية الجدد بعد ثورة سوريا ــ عجل الله بنصرهما معاً ـ لتهيأ التمكين لحكم أهل السنة والجماعة على أسس التوحيد والشريعة بإذن الله ، فمنذ الأيام الأولى لها تبين التصويب في الهتاف وأعلنوها (سنية) من قبل أهل الفلوجة الأبطال، لكن سرعان ما دخلت جموع (اللا فرق)تعطل المسيرة وتحاول إسكات الهوية التي طال غيابها حتى توافدت قوافل من شيعة الجنوب إلى الأنبار مفتحة لهم الأبواب ، بينما تعرقل القوات الحكومية وفود كركوك وسامراء أمام وصولهم إلى الأنبار ، بل تم اعتقال عدد منهم في نهج معلوم ليس مستغرب، وما نزال نراقب تجمع أخواننا في نينوى ــ نسأل الله لهم العون والفرج ــ في ظل الحصار المفروض عليهم من قبل القوات الحكومية وجماعات الدولة والبيشمركة .
واهمٌ من يقول أنها مماثلة لثورة الخامس والعشرين من شباط من عام 2011 ، فلو تم القضاء على الثورة حينذاك فلن يكون الوضع مماثل الآن ، وذلك بسبب الطغيان الأهوج المتزايد في خلق الأزمات كما وصفوا أفعال المالكي وأعضاء كتلته الصفوية . لن يكون الوضع مماثل بسبب الحراك السني الذي بدأ بالتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ أشهر ، والذي مثل قلق كبير في أوساط الشيعة بأن الهدف منه هو تشكيل جيش عراقي حر ، ومع أن الحديث عن أحقية هذا الأمر من عدمه لا دخل له بغرضي من المقالة ، إلا أني لا أشك في أن اشتراك الشيعة في التواجد ضمن جموع الانتفاضة ، ولو أعلنوا تضامنهم للهدف العام فله علاقة بمعرفة مدى إمكانية تطور الحدث لتفعيله كنتيجة هذا الغليان من جهة ، ومن جهة أخرى لخلط الأوراق وسرقة مظالم السنة لهدف هم فيه الرابح الأكبر وأهل السنة العرب الخاسر الأوحد ، إلا وهو تغيير الحكومة برئيس آخر من نفس الطينة ، بل خرج علينا من يمثل أهل السنة بصفته رئيساً لـ (اللجنة الإعلامية للانتفاضة ) يدعو للوحدة ويمجد المجرم قائد جيش المهدي (مقتدى الصدر) ويناديه للمساعدة لرفع الانتهاكات ، ووقف ورائه باقي أعضاء اللجنة غير معترضين! . لا أدري لم يكملوا مطالبهم تلك ويعرضوا عليه رئاسة اللجنة للإسراع برد الظلم ؟! . لا أجد وصف يليق به وبمن حوله إلا قول حسبنا الله ونعم الوكيل .

لقد تحرج أهل السنة من مطالب (الفدرالية) التي هي الحل لكل الانتهاكات، وفيها بداية رد الحقوق وتولي القيادة وتغيير الدستور الأسود وما تبعه من فساد القوات المسلحة وهيمنة إيران بإذن الله بخطوات لاحقة ، ولا يوجد مبرر مقنع لعدم إعلاء الإقليم السني غير التمسك بالوحدة الوطنية التي لم نلمسها منذ الغزو ، فلو أعطونا سبب غيره لتركنا الفدرالية وتمسكنا بالوحدة الوطنية التي خسرنا بسببها أهم موقع وهو (الزبير) في محافظة البصرة وتم تشييعها وتهجير أهلها السنة ، بل الاستحواذ على آبار النفط ولا وجود لأهل السنة أثر فيها ، بل التناحر على قدم وساق بين حزبي الدعوة والفضيلة المسيطر على آبار الجنوب وهما من نفس كتلة دولة القانون .

أهل السنة (مارد) تخشاه الشيعة ومشكلتهم أنهم لا يعون هذا ، فهم أهل القوة وقوتهم في عقيدتهم ، وقوتهم في خبرتهم في الحكم وثقافتهم ، بينما الشيعة ضعاف في العقيدة والعلم والخبرة لأنها تستند إلى أرضية هشة ، ولهذا يفزعون من أي حركة وأي صرخة من المارد السني كونها تستدعي النفير العام عندهم لإبعادهم من الحكم ، هؤلاء الخونة هم الذين سرقوا الحكم بطريق غير شرعي وأداموه بطريق الجرائم المنظمة . ومعلوم أن الشراكة الحقيقية للسنة في الحكم لا موجب لها عند الشيعة ، وعلى لسان المالكي تم التصريح في أكثر من موقف بأن الحكم للأغلبية ــ قاصداً الشيعة بزعمهم ـ مطلقاً هويته الشيعية فوق باقي المسميات ، وهي الطائفية المقيتة بعينها في التفرد بالحكم لا بإعلان الهوية ، فقد نصر هويته وفشل فيها أغلب السنة ! . استدعت التظاهرات حد التغيير في التصريحات، حتى من الذين نالهم النصيب الأوفر من الطائفية الصفوية ، وليس هذا إلا خشية المطالبة بالفدرالية فكيف لو طالب أهل السنة بالانفصال ؟ . 

نظرة على التصريحات

معلوم أن الخلافات مع كردستان تتمحور حول حق (الإقليم ) في إبرام العقود النفطية وتطبيق اتفاق أربيل بما يخص إعلانه رسمياً مع ضم المناطق المتنازع عليها . ومعلوم أيضاً أن نص الدستور لفقرة الأقاليم كان لأجل الأكراد ومتفق عليه ـ بغض النظر عن تطبيقه ـ كشرط لإسقاط النظام وتقاسمهم السلطة قبل الغزو بما لا يخفى على أحد . إذن هي مسألة سياسية كما يصفها الساسة جميعاً لا من حيث الجوهر . والسؤال الذي غفل عنه الجميع : أين تظاهر الأكراد مع سنة العرب في مطالبهم بحق الإقليم ومتى يصبحون جبهة واحدة ؟ . الغريب أن هناك عدم قبول للتحاور بشأن إقليم كردستان ، بينما يمنع مجرد التفكير بشأن إقليم سنة العرب . إن التهرب من الحقيقة في الأمور العادية لا يجدي فضلاً عن النطق بها، والتهرب منها في أمور السياسة التي تحدد حقوق الفرد ونهضة البلد واستقراره تؤدي إلى التراجع وتفاقم الأزمات ، وهذا هو سبب تناقض تصريحات الساسة عما سبقها، فالانتهاكات أجمعها تعود أسبابها للخلاف العقائدي الديني الذي انعكس على الأجهزة العسكرية بشكل منفر ومرفوض، وهذه أمثلة مقتطعة :

ــ الشرقية نيوز : انتقدت كتلة التحالف الكردستاني زج المعتقدات المذهبية في الخلافات السياسية مؤكدة إدانتها للطروحات الطائفية داعية لتعزيز الوحدة الوطنية وأعربت الكتلة في بيان وزعه المكتب الصحفي للتحالف الكردستاني أسفها للطروحات الطائفية التي يلجأ لها البعض في تناوله للخلافات السياسية وترى ان مثل هذه الطروحات لا تنسجم مع الدستور والقانون والقيم الوطنية التي يعلن الجميع الالتزام بها وشدد التحالف على إيمانه بضرورة تجنب كل ما من شأنه بث الفرقة بين المواطنين على تباين مذاهبهم ومعتقداتهم وأفكارهم كما دعا إلى تجنب أي شكل من أشكال التصعيد والعمل المشترك لتحري ما يعزز النسيج الوطني وترسيخ السلم الأهلي وليس النفخ فيما يضر مكونات الشعب . أهـ

ــ مقتدى الصدر قاد جيش المهدي الذي سفك دماء أهل السنة : أنا خادم أهل الأنبار ، وأضاف في تصريح آخر ، إن من حق الشعب العراقي التظاهر . وقد حذرت من ذلك كثيرا ، وحذرت من ربيع عراقي قادم . ولم يكترث احد . وأردت الذهاب والمشاركة مع أهالي الانبار لكن ما منعني هو رفع صور صدام وشعارات طائفية ".
ــ القائمة العراقية عن (واع) :"إن العراقية بقيادتها وجماهيرها إذ تثمن شجاعة السيد مقتدى الصدر ولمسه الجرح الغائر في جسد العراق والرغبة في الإصلاح فإنها تعتقد بان هذه المواقف المتضامنة مع المطالب العادلة للمتظاهرين إنما تسهم في إخراج التظاهرات من بعدها الفئوي ويضفي عليها هويتها الوطنية". ودعا البيان باقي القيادات والكتل السياسية إلى "أن تحذو حذو الصدر في دعم مطالب المتظاهرين لإحقاق الحق" .
ــ بيان الائتلاف الوطني : إدانة كل التخرصات الطائفية وإطلاق سراح الأبرياء واحترام القضاء وإبعاده عن الضغوط ، ويضيف البيان أن الأزمات الراهنة بحاجة إلى شراكة حقيقية .

ـــ طارق الهاشمي بعد تصريحه بأن استهدافه كسني : يحذر من وجود خطط لتغيير البنية الوطنية في العراق أرضاً وشعباً ، ويوجد تصريحات لنائب رئيس الوزراء صالح المطلك ورئيس القائمة العراقية سلمان الجميلي وغيرهم ترفض الفدرالية وتنادي بالوحدة ، وهم يعلمون أن لكل منهم (ملف جرائم) جاهز عند اللزوم في حوزة المالكي وآخرها ملف وزير المالية رافع العيساوي وهو يتكلم بذات الكلام الذي لا منطق له .

لا مجال لضياع الوقت وهو ما لا نملكه أصلاً بحجة التمسك ب (الوحدة الوطنية) ذلك الصنم الذي تهاوى منذ عشر سنوات بأسم مظلومية وديمقراطية مزيفتين، ولا ينفع أن يرتق الثوب المهتريء، فقد بانت حقيقة التشيع وخطط توسعه على حساب الأمة أهل السنة ،، وآن للجسد أن يبحث عن ثوب جديد.

ما المطلوب ؟
ليعلم الجميع أن كل انتفاضة تبدأ بمطالب خدمية ثم تتصاعد ، وربما أذعن المالكي ومن معه وإيران بتلبية بعضها ، وربما تم تغيير المالكي بغيره بمطلب إسقاط النظام ، ولا فرق ، وبهذا سيتم القضاء على هذه الفرصة التاريخية، وربما يتم اعتقال العديد منهم ككل مرة إن لم يحسموا الموقف بتغيير جذري ،لأن مطالبهم لا ترقى إلى إلغاء الدستور أو تغيير بنوده المعادية للسنة والذي أسس للأحزاب والإرهاب  والسجون ، ولا ترقى إلى حسم أغلبية السنة لتولي الحكم على أساسه ، ولا ترقى إلى تعيين أشخاص متفق عليهم لتشكيل حكومة ديمقراطية عادلة تقاطع إيران الشر ، ومعلوم أن كل هذه المطالب لا يؤمن بها الشيعة .

يجب أن يعي أهل السنة إلى أن المراد هو بقاء الظلم عليهم إلى أجل غير مسمى وبيد نفس الطغمة فالهدف واحد ، وليعلم أهلنا أن ما يجري من دعوات لعشائر الشيعة في الانتفاضة ، أو جعلها انتفاضة عامة للعراقيين، فيعني طمس مطالبهم وهويتهم ، بل جعلوا من أنفسهم (حصان طروادة) شاءوا أم أبوا يركبه الشيعة لمصلحتهم فقط لا غير . ولعمري أي حصان ! هو يأن من جراح الراكبين وسياطهم وهم في الخارج ، فما الذي سيصفون أهل السنة إن تم إلغاء هويتهم ؟ وما العذر الذي سيقدموه لأهلهم في السجون وخاصة السجينات اللاتي انتهك عفافهن ؟ ناهيك عن الشهداء من فصائل المقاومة الذين ضحوا بدمائهم من أجل حياة كريمة ،فمن اجلهم ومن أجل الذين تم اغتيالهم بأيدي الصفوية من ضياع حقهم في رد مظلمتهم في الدنيا إلى إشعار آخر .
لهذا نحن (أقلية) كترتيب جديد مفروض من بين أهل السنة والجماعة من بين جموع الانتفاضة المتواجدين والمتضامنين معهم للتمايز في طلب (الفدرالية) وفق الدستور كسنة، ففيه حقن الدماء وبشكل سلمي ومعترف به حتى نتجنب الحرب التي يسعر أوارها حكومة المالكي بأمر من إيران الشر ، وليس خوف ولا افتقار القدرة . نحن السنة لا يهمنا غياب الوعي من كبراءنا ولا نرضى بطاعة فوق طاعة الله . نحن سنة العراق نتمنى الأقليم بقيادة الشيخ الدكتور (طه حامد الدليمي) رئيساً ، ولا نجد اختلاف على هذا الرأي ، لذا نطالب فضيلته بالموافقة على اختيارنا، والأمر لله من قبل ومن بعد ، وهو الحفيظ مالك الملك المعز المذل .
  الجمعة 4/1/2013

الثلاثاء، 1 يناير 2013

أفجعنا الشيخ عبد الملك السعدي وموقع الرابطة العراقية !


خاص مدونة السنة 
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ ) الصافات 24

بعد عشر سنوات من طغيان مشركي العصر ومفسدي العباد والبلاد بأسم الديمقرطية في العراق ، أنتفض أهل الأنبار الكرام بعد أن طفح الكيل وامتلأت القلوب غماً، وما عادت آمالهم وآمال أهل السنة بمن يدعون أنهم ممثليهم في البرلمان وفي مجالس المحافظات أن تحافظ على حقوقهم وتحفظ أعراضهم، بعد أن ضجت الحرائر في السجون لعظم ما يلقين من تعذيب وانتهاك أعراضهن . 
قد تبين مرة أخرى فشل النواب في مجلس الخيبة في معاقبة الجناة وإخراج كل بريء وحرة مهانة ، فقد جاء تقرير اللجنة الظالم بلا ذكر للاغتصاب ! ومن هذه النقطة تم إفشالها من قبل ناعقي الصفوية ، وقد نُشر في هذا الموقع تفصيل ذلك بأسم ( النجيفي يترك جلسة التحقيق ليرحب بالجاني لاريجاني) * .
خرجت الجموع تصرخ بالكلمة المدوية من الفلوجة الصابرة (نحن اهل السنة والجماعة ) وتطالب بخروج قوات الرافضة بلا رجعة ، وانضمت إليها أهالي الأنبار من كل المدن حتى اتسعت بوفود من المحافظات الأخرى تنادي بمطالب جادة وأخرى سطحية لا تعالج ألا أمور آنية.  لم تجد آذان صاغية من الدكتاتور المالكي أو من هم معه بعد تسع أيام من الاعتصام ، إلا محاولات مراوغة لجعل القضايا قيد التحقيق رغم براءتهن، ومع بقاء التعذيب وأنباء وفاة السجناء السنة تحت التعذيب واعتقال العشرات . 

المهم في هذه الانتفاضة والمميز والأكثر وضوحاً وصواباً هو رفع رايات الهوية السنية مع أنهم أقلية ، إلا أن كلماتهم أرعبت الروافض وأرعبت معهم ساسة السنة ، لا بل شيوخهم من كلا النوعين المنافقين والمعتدلين !، ومن هؤلاء مهدي الصميدعي وخالد الملة من النوع الأول ، والشيخ عبد الملك السعدي من النوع الثاني ، فقد كانت كلمة الشيخ (مهدي الصميدعي) متوقعة لعمالته بكل ما فيها من ولاء للمالكي شخصياً وهو ينقل سعيه الحثيث وبكل ما (وسعه) لحل مسألة المعتقلات، وقد أقر بواقعة الاغتصاب بعد أن نكرها بهذا البيان . نقول للصميدعي:
 أنك لا تمثل أهل السنة والجماعة بل أنت منافق وناطق المالكي لا غير ولم نفجع بك لأنك مكشوف عندنا مع الملة صاحب الموقع الشيعي الذي سرقه بأسم علماء السنة وهم منه براء .

أما الشيخ عبد الملك السعدي الذي رجع من رحلة العلاج الطويلة من ألمانيا شافاه الله وعافاه ، وبكل ما له من ثقل وهيبة وصل إلى موقع الانتفاضة من مكان (هجرته) الأردن الشقيق ، وهو يحمل في طياته خطاب للجموع أستبشرت به خيراً ، ولكن فجعنا بخطابه حد البكاء بمرارة، وهو يتوجه إلى أهل السنة بتهجم وغضب لا مبرر له ، وإذا به يطبق مقولة (لا فرق بين السنة والشيعة ) مع أن تخصصه عقائدي . بانفعال أخذ الشيخ ينتزع من أهل السنة اعتراف بأنهم يحبون آل البيت ، وكأنهم في قفص اتهام وعليهم الدفاع ! 
ثم فاجئنا حين ميع الدين وجعل أهل الرفض (سنة) ! بينما هم لا يعترفون بالسنة بل بروايات آل البيت المزورة ، وما هم بمسلمون بل مشركون بنص من الله تعالى . 
فاجأنا الشيخ عندما صرح بأن مراجع الشيعة أخوة له !
 وأمور أخرى ينفطر القلب لهذه الترضوية التي لا معنى ومبرر لها . 
 نقول للشيخ ما هكذا تورد الأبل ، وتذكر قول الله تعالى في سورة آل عمران : (هَآأَنْتُمْ أُوْلاۤءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ) 

 ما هذا الخطاب يا شيخنا ولعمري ما سبب هجرتك أنت وباقي الشيوخ ؟ 
أليست طائفية وغدر الشيعة مراجع وعوام وساسة ؟ من منهم انتفض لدماءنا وأعراضنا في السجون ؟ من منهم أعاد مساجدنا ؟ وأين خطاب كبيرهم السيستاني أزاء انتهاكات لأهل السنة منذ عشر سنوات ؟ ومن أعطاك الحق لتهبهم الوقف السني ليبتلعوه مع وهنه ؟ من أعطاك الحق لتقترح قانون يمنع ذكر السنة والشيعة والله يأمر الجهر بالحق ؟ ألف سؤال وعلامة تعجب لا تكفي  تمنينا أنك لم تحضر ولا تسجل لك ما يحسب عليك في التاريخ .
 للأسف قد صور الشيخ السعدي المسألة كأنها (فصل عشائري) يقربهم كبيرهم ! ولعمري متى كان التجمع له هذه الصفة ؟ .
 لن يرضى أحد ولا السجناء أنفسهم بخطاب مفجع كهذا، ولن يرضى أحد بهذه المهانة من علماءنا. 
من الواضح أن الشيخ السعدي لم يأتي لأجل السجينات، ولا لأجل حقوق السنة، ولا من أجل العراق الذي ضيعه الشيعة وضعاف السنة ومصالح الكرد ، بل جاء من أجل (الوحدة الوطنية) ذلك الصنم الذي تهاوى منذ عشر سنوات بأسم مظلومية وديمقراطية مزيفتين . لا ينفع أن يرتق الثوب المهتريء، فقد بانت حقيقة التشيع وخطط توسعه على حساب الأمة أهل السنة ،، 
وآن للجسد أن يبحث عن ثوب جديد . 


أما موقع الرابطة العراقية 
فنعلم موقفها المشرف من الاحتلال ، ونعلم موقفها المشرف من الصفويون ، إلا أنها تنادي بنفس الشعارات الوطنية التي تحاول أن توهم نفسها أن الشعب (واحد) على الرغم من الكم الهائل لعمالة الشيعة في الموقع بمواضيعه وتعليقات الشيعة أنفسهم . 
لم أتفاجأ أن الموقع الموقر قد وضع خانة كبيرة لدعم الانتفاضة بوضع المقترحات من قبل القراء برسالة واضحة لهذه الصفحة وعدد القراء فيها 423 ، وهذه مفادها :  (ما رأيك بثورة الكرامة في الأنبار؟ هل تتوقع لها النجاح والاستمرار؟ كيف ستساعد أنت في إنجاحها؟ بم تنصح المتظاهرين الأبطال؟ ما هي مقترحاتك وآرائك؟ هل لديك أشعار أو أهازيج أو شعارات تنفع بها الثوار؟.. أنقر على علامة الصح وأدخل التفاصيل..!)أهـ

المفاجأة 
ـــــــــــــ
بعد أن وضعت تعليقي وفيه اقتراحات عن الأقليم ونصائح عن جدية المطالب لمن هم في العراق وخارجه وضرورة تدويل القضية ، وذلك بتاريخ 29/12 ،إلا أني تفاجأت في اليوم التالي أن الخانة قد ألغيت تماماً بعد تعليقي وهو (الأخير ) ، وقد حل محلها خانة ( حملة الألف توقيع ) برسالة تحدد المطالب من قبلهم ! ، وهذه مفادها : (ضع صوتك هنا وشارك إخوانك المتظاهرين في الأنبار والموصل وسامراء وغيرها، ممن يطالبون برفع الحيف والظلم عنهم، ويصرخون لاطلاق سراح السجناء والسجينات، ولايقاف ممارسات التعذيب والمخبر السري وإصدار الأحكام التعسفية، ولوقف سياسة التهميش والاقصاء والاستهداف لسنة العراق.. أنقر على الصح وضع صوتك..) .أهـ

ما هكذا الظن فيكم يا رابطتنا العزيزة وأنت واجهة إعلامية تنقل الصدق ، فهذا حِجر على حقوق الرأي والديمقراطية ؟ ! .
لذا أرفق الصفحة المحذوفة بعد أن حصلت عليها (مخبأة) ولله الحمد ويمكن النقر عليها للتكبير 
 ولأن الحق كالشمس لا يحجبها غربال الشبكة العنكبوتية أدناه مرفق رابطها** 
ليتبين أن فيها مطالب وتأكيدات للهوية السنية من قبل (5 ) من المعلقين في الصفحة 
والله العليم كم غيرها في ثنايا الصفحات السابقة .
 
المشكلة في أهل السنة أنهم متسامحون إلى حد مرفوض تلقفوا التقية من الشيعة بعد أن هجرتها وهي دينهم ، والمشكلة أن كبار السنة من علماء الدين ورؤساء العشائر وساسة يفتقدون للحكمة وفهم الحقيقة بأنهم الآن على مفترق طرق وتمحيص، فلا يصح أن تهاجم الهوية السنية ومطلب (الفدرالية) وهي حل سريع وفيه حقن للدماء يكفله القانون بموجب الدستور ، وبهذا نلزمهم بنا ألزموا به أنفسهم ، لا اعترافاً بالدستور ، بينما برفضهم الفدرالية يطيلون عمر الانتفاضة التي ستشتد بلا شك إلى ما لا طاقة لاستيعابه ، والله بالغ أمره يفتح بيننا وبين القوم الظالمين وهو الفتاح العليم .


 *http://sunnataliraq.blogspot.com/2012/11/blog-post_28.html